الحقوق الدينية وحرية الاعتقاد لم يكن من المتوقع أبدًا أن تكون سببًا لشن الحرب. بل على العكس، فقد مُنحت هذه الحقوق للجميع واحترمها الجميع، بما في ذلك الأعداء. ولكن للأسف، في السنوات الأخيرة، تعرضت هذه الحماية لانتهاكات متتالية. أصبحت الاختلافات الدينية عذرًا شائعًا لشن الحروب. يُجبر الناس على تغيير دينهم أو التخلي عن معتقداتهم، أو على الأقل التظاهر بالإيمان بدين معين فقط ليكونوا في مأمن. علاوة على ذلك، أصبحت الشخصيات الدينية وأماكن العبادة أهدافًا رئيسية للهجمات العسكرية.
يهدف هذا المقال إلى دراسة الحماية القانونية التي يمنحها القانون الدولي للدين والشخصيات الدينية وأماكن العبادة، سواء في زمن السلم أو في أوقات النزاع المسلح.
القسم الأول يشرح كيف تغيرت حماية الحقوق الدينية على مر السنين. يستعرض القسم الثاني تعريف الحقوق الدينية وحرية الاعتقاد في القانون الدولي، ويحاول تعريف الدين والاعتقاد. يركز القسم الثالث على حماية الحقوق الدينية وحرية الاعتقاد في زمن السلم، كما يناقش الأدوات التي توفر هذه الحماية. بينما يركز القسم الرابع على حماية الحقوق الدينية وحرية الاعتقاد في أوقات النزاع المسلح، ويوضح أهمية الدين في أوقات النزاع. وأخيرًا، يتناول القسم الخامس الاجتهادات القضائية للمحاكم الجنائية الدولية المتعلقة بالحقوق الدينية وحرية الاعتقاد.
وفي الختام، يستنتج هذا المقال كيفية الحفاظ على علاقة سلمية بين الأمم من خلال الأديان، وكيف يجب على المؤمنين من جميع الأديان أن يحبوا بعضهم البعض وألا يسمحوا للمسؤولين أو الأفراد باستغلال الأمور الدينية لأهداف سياسية.